بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصيدة انشدها الامام علي الهادي "ع" امام المتوكل العباسي, وذلك عندما جيء بالامام "ع" في جوف الليل الى الطاغية العباسي و كان المتوكل يشرب الخمر فناول الكأس التي في يده للامام "ع" فقال "ع": والله ما خامر لحمي و دمي, فاعفني منه, فعفاه المتوكل و لكنه الح على الامام بانشاد الشعر..فانشد الامام قائلا:
باتوا على قُللِ الاجيال تحرسهم
غُلب الرجال فما اغنتهم القلل
و استنزلوا بعد عز عم معاقلهم
فاودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد ما قبروا
اين الاسرة و التيجان و الحلل
أين الوجوه التي كانت منعمة
من دونها تضرب الاستار و الكلل
فافصح القبر عنهم حين سألهم
تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طالما أكلوا دهرا و ما شربوا
فاصبحوا بعد طول الاكل قد أكلوا
و طالما عمّروا دوراً لتحضنهم
ففارقوا الدور و الاهلين و انتقلوا
و طالما كنزوا الاموال و ادّخروا
فخلّفوها على الاعداء و ارتحلوا
أضحت منازلهم قفراُ معطلة
و ساكنوها الى الاجداث قد رحلوا
و هنا بكى المتوكل حتى بلّت دموعه لحيته و بكى الحاضرون لبكائه ثم امر برفع الخمر من المجلس و رد الامام الى داره مكرما
تحياتي:
اخوكم:salman al-nahwi