مولده
ولد عليه السلام بصريا من المدينة في النصف من ذي الحجة وقيل يوم الثلاثاء الخامس من رجب وكان اطيب الناس بهجة وأصدقهم لهجة واملحهم من قريب واكملهم من بعيد ومولده كان في سنة عشرة ومائتين.
عمره
أقام عليه السلام مع أبيه الجواد عليه السلام ست سنين وخمسة أشهر وبعده مدة إمامتة ثلاثا وثلاثين سنة ويقال وتسعة اشهر ومدة إقامته بسر من اى عشرون سنة وروي عنه عليه السلام انه قال أخرجت الى سر من رأى كرها ولو أخرجت عنها كرها قيل ولم يا سيدي قال لطيب هوائها وعذوبة مائها وقلة دائها وفضائله اكثر من ان تحصى ، عمره 42 سنة.
وفاته
قال ابن بابويه سمه المعتمد العباسي في آخر ملكه فمات شهيدا بسر من رأى (سامراء) في العراق في يوم الإثنين الثالث من رجب سنة 245.
قبره: دفن في داره بسر من رأى ـ سامراء ـ وقبره اليوم ينافس السماء علواً وازدهاراً ، تعلوه أكبر قبة ذهبية في العالم، استعمل في بنائها 72000 ألف طابوقة ذهبية ويزدحم المسلمون من شرق الأرض وغربها لزيارته والتسليم عليه، والتطواف حول ضريحة الأقدس، والصلاة في حرمه المشرق.
ألقابه
هو النقي بن التقي بن الصابر بن الوفي بن السيد بن السجاد بن بن الشهيد بن حيدر بن عبد مناف اسمه علي وكنيته ابو الحسن والقابه النجيب المرتضى الهادي النقي العالم الفقيه الأمين المؤتمن الطيب المتوكل العسكري ويقال له ابوالحسن الثالث.
نقش خاتمه: الله ربي وهو عصمتي من خلفه.
بوابه: عثمان بن سعيد، وابنه محمد بن عثمان.
اعتقاله: عاش مدة من عمره في سجون الظالمين ولا تزال آثار تلك السجون التي سجن فيها (عليه السلام) باقية إلى اليوم.
ملوك عصره: المعتصم، الواثق، المتوكل، المنتصر، المستعين، المعتز.
شعراؤه: العوفي، الديلمي، محمد بن إسماعيل الصيمري، أبو تمام الطائي، أبو الغوث أسلم بن مهوز المنبجي، أبو هاشم الجعفري ، الحماني.
أصحابه
ومن ثقاته عليه السلام احمد بن حمزة بن اليسع وصالح بن محمد الهمداني ومحمد بن جزك الجمال ويعقوب بن يزيد الكاتب وابو الحسين بن هلال وابراهيم بن اسحاق وخيران الخادم والنضر بن محمد الهمداني ومن وكلائه جعفر بن سهيل الصقيل ومن اصحابه داود بن يزيد و ابو سليم زنكان والحسين بن محمد المدائني واحمد بن اسماعيل بن يقطين وبشر بن بشار النيسابوري الشاذاني و سليمان بن جعفر المروزي والفتح بن يزيد الجرجاني ومحمد بن سعيد بن كلثوم وكان متكلما ومعاوية بن حكيم الكوفي وعلي بن محمد البغدادي وابو الحسن بن رجا العبرتائي ورواة النص عليه منهم اسماعيل بن مهران وابو جعفر الأشعري والخيراني.
نسبه الشريف
واما ابوه عليه السلام توارث الشرف كابرا عن كابر وشهد له بذا الصوامع استسقى عروقه من منبع النبوة ورضعت شجرته ثدي الرسالة وهو محمد الجواد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسبن بن علي بن ابي طالب عليهم السلام ، واما أمه عليه السلام يقال لها سمانة المغربية ويقال ان أمه المعروفة بالسيدة ام الفضل.
وزوجته عليه السلام يقال لها حديث وهي ام ولد وقيل تسمى سوسن او سليل ويقال لها جده، وأما أولاده فليس عنده إلا ابنه ابو محمد الحسن الإمام وقيل له ايضا الحسين ومحمد وجعفر وابنته علية واما جعفر ابنه فالأخبار في ذمه كثيرة فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله وقد قال عنه السجاد عليه السلام وكأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش ولي الله والمغيب في حفظ الله جهلا منه بولادته وحرصا منه على قتله ان ظفر به طمعا في ميراث اخيه.
عبادته
- وروى بإسناده عن أبي محمد الفحّام بالإسناد عن أبي الحسن محمد بن أحمد قال: حدّثني عمّ أبي قال: (قصدت الإمام يوماً فقلت: إنّ المتوكّل قطع رزقي وما أتّهم في ذلك إلاّ علمه بملازمتي لك، فينبغي أن تتفضّل عليّ بمسألته فقال: تكفى إن شاء الله ، فلما كان في الليل طرقني رسل المتوكّل، رسول يتلو رسولاً، فجئت إليه فوجدته في فراشه فقال: يا أبا موسى يشتغل شغلي عنك وتنسينا نفسك، أي شيء لك عندي؟ فقلت الصلة الفلانية وذكرت أشياء فأمر لي بها ويضعفها، فقلت للفتح، وافى عليّ بن محمد إلى هاهنا أو كتب رقعة؟ قال: لا قال: فدخلت على الإمام فقال لي: يا أبا موسى هذا وجه الرضا، فقلت: ببركتك يا سيّدي ولكن قالوا إنّك ما مضيت إليه ولا سألت، قال: إنّ الله تعالى علم منّا أنا لا نلجأ في المهمّات إلاّ إليه ولا نتوكّل في الملمّات إلاّ عليه، وعوّدنا إذا سألناه الإجابة ونخاف أن نعدل فيعدل بنا).
- قيل للمتوكل: إن في منزله أسلحة يطلب الخلافة، فوجه إليه رجالاً هجموا عليه فدخلوا داره فوجدوه في بيته، وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه الشريف ملحفة من صوف وهو مستقبل القبلة ليس بينه وبين الأرض بساط إلا الرمل والحصى، وهو يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، فحملوه إليه على ألبسته المذكورة فلما رآه عظمه وأجلسه إلى جنبه، فكلمه فبكى المتوكل بكاء طويلا ً، ثم قال: يا أبا الحسن عليك دين؟ قال: نعم أربعة آلاف دينار، فأمر المتوكل بدفعها إليه، ثم رده إلى منزله مكرماً.
- روى المجلسي بإسناده عن كافور الخادم قال: (كان في الموضع مجاور الإمام من أهل الصنايع صنوف من الناس، وكان الموضع كالقرية وكان يونس النقّاش يغشى سيّدنا الإمام (عليه السلام) ويخدمه. فجاء يوماً يرعد، فقال: يا سيّدي أُوصيك بأهلي خيراً. قال: وما الخبر؟ قال: عزمت على الرحيل قال: ولِمَ يا يونس؟ وهو (عليه السلام) متبسّم قال: موسى بن بغا، وجّه إليّ بفصّ ليس له قيمة قبلت أن أنقشه فكسرته باثنين وموعده غدا ً، وهو موسى بن بغا، إمّا ألف سوط أو القتل، قال: امضِ إلى منزلك إلى غد فما يكون إلاّ خيراً.
فلمّا كان من الغد وافى بكرة يرعد فقال: قد جاء الرسول يلتمس الفصّ قال: امضِ إليه فما ترى إلاّ خيرا ً، قال: وما أقول له يا سيّدي؟ قال: فتبسّم وقال: امض إليه واسمع ما يخبرك به، فلن يكون إلاّ خيراً. قال: فمضى وعاد يضحك، قال: قال لي: يا سيّدي الجواري اختصمن فيمكنك أن تجعله فصّين حتى نغنيك؟ فقال سيّدنا الإمام (عليه السلام): اللّهمّ لك الحمد إذ جعلتنا ممّن يحمدك حقّاً فأيش قلت له؟ قال: قلت له: أمهلني حتى أتأمّل أمره كيف أعمله؟ فقال: أصبت).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته